اضاءات
08/07/2024

مسؤوليتنا في عامٍ هجريّ جديد

مسؤوليتنا في عامٍ هجريّ جديد


 

 

أيّها الأحبّة: في العام الجديد لا بدّ لنا ـ أيضاً ـ أن نقف موقف حساب؛ نحاسب فيه أنفسنا على ما قدّمناه في السنة الماضية؛ ليخاطب كلٌّ منّا نفسه، فيقول لها: يا نفسُ، هذه سنة قد مضت لا تعود إليك أبداً، والله سائلك عنها. فماذا صنعتِ فيها؟

 

هل أدّيتِ حقوقَ الله عليكِ؟ هل عبدتِ الله حقّ عبادته؟ هل أقمتِ الصلاة التي هي عمود الدين؟ هل آتيتِ الزكاة التي فرضها الله عليك؟كيف كان طلبُك للعلم؟ هل أكّدتِ التقوى في حياتك تجاه مواقف الحقّ فلم تتنازلي عنها؟ وتجاه مواقف العدل فلم تنحرفي عنها؟

 

 

هل أمرتِ بالمعروف في كلّ ما يرفع من مستوى الإنسان؟ وهل أنكرتِ المنكر؟ وهل رفضتِ الظلم من نفسك للناس ومن الآخرين؟ هل جاهدتِ في الله حق جهاده ؟ هل عاملتِ الناس بالحُسنى أم بالسوء؟ هل أصلحتِ بين الناس أم أفسدتِ؟ هل أكلتِ المال بالباطل؟ هل ركنتِ إلى الظالمين؟ هل أيّدتِ المفسدين؟ هل أذلَلْتِ نفسَك أم أعززتِها كما أمر الله؟

 

وهكذا... حتّى نحصي كلّ الخير في كل ما قدّمنا ونحصي كلّ الشرّ فيه؛ فنحمد الله تعالى على توفيقه للخير، ونستغفره على شرور أفعالنا التي جنينا بها على أنفسنا. }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ{[الحشر : 18]

 

جردة حساب أخلاقية :

أيّها الأحبّة: كما نقوم بجردة حساب ماليّ في رأس السنة، علينا أن نقوم بجردة حساب تقوائيّة في رأس السنة بأشدّ من ذلك؛ لأنّ هذا هو الذي يبقى للإنسان وللآخرة: }الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً {[الكهف : 46].* والحمد لله ربّ العالمين

المرجع السيد فضل الله(رض)

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير