عن المؤسسة

مؤسسة المرجع - Details

عن مؤسسة العلّامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض):

انطلاقاً من إيمانه بضرورة أن ينفتح العلماء على قضايا الناس والمجتمع والأمة، وحيث إنَّ حاجات الناس في واقعنا الإسلامي والإنساني كبيرة بحجم المآسي والآلام التي يكابدونها، ولأن العلماء ورثة الأنبياء في تفاعلهم مع الإنسان والحياة، أنشأ سماحة السيد(رض) مؤسسات اجتماعية، تربوية، صحية، رعائية، ثقافية، وإعلامية..
ومع طرح سماحة السيِّد لمرجعيّته الفقهيّة، بدت الحاجة ماسّةً إلى إطارٍ يضطلع بالجانب الذي يتّصل بحركة المرجعيّة بشكل مباشر، فتأسّس جهاز مؤسّسي تحت عنوان "مؤسّسة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله الخيريّة الثقافيّة"، ليشكّل جهاز المرجعيَّة، في عالم الاستفتاء، والقضاء، والتّبليغ، والعلاقات العامّة، والماليّة وما إلى ذلك.
وقد تصدّى السيّد فضل الله(رض) لشؤون النّاس ومشاكلهم، وخلال أكثر من أربعين عاماً، كان يرجع إليه المتنازعون في مختلف المجالات، وخصوصاً في المشاكل المتعلّقة بالأحوال الشخصيَّة، لكي يحلّ المشاكل العالقة في نطاق الحكم الشّرعي. وقد كان تصدّي السيّد(رض) للقضاء مباشراً حتّى أوائل الثّمانينات.
ولكن، نظراً إلى المشاغل المتزايدة على عاتق السيّد(رض) ، أسّس مكتباً للقضاء، انتدب له علماء دين من ذوي الكفاءة العلميّة والخبرة العمليّة في إدارة الخلافات وفي تطبيقات الحكم الشرعي، حيث يعمل هؤلاء على حلّ المشاكل ضمن الموازين الشرعيّة للقضاء.
كما شكّل إعداد العالِم الديني جزءاً أساسيّاً من حركة السيّد(رض) ، باعتباره يمثّل عنصراً أساسيّاً من العناصر المؤثّرة في حياة المجتمع، سواء في ما يتّصل بتعليم الناس أحكام دينها، أو بتعزيز الفعل الحضاري في المجتمع، عبر ما يمثّله العالِم الديني من بُعدٍ قياديّ وعمق فكريّ وعلميّ في المجال الذي يعمل فيه. ولذلك، كان اهتمام السيّد المرجع(رض) ينصبّ على إيجاد القاعدة المؤسّسيّة لتنظيم هذا العمل التعليمي والتربوي الخاصّ والمهمّ، فكان العمل على تأسيس الحوزات العلميّة.
وشكّلت الدّعوة إلى الله الجزء الأساس من حركة السيّد(رض) منذ بداية عطائه، وقد حرص السيّد(رض) على سدّ هذه الحاجة المهمّة لدى النّاس، لا في لبنان فحسب، بل في سائر أنحاء العالم.
ولأجل ذلك، شكّل دائرةً للتبليغ، تعمل على نشر الفكر الإسلامي الأصيل والمنفتح على قضايا المسلمين، والناس عموماً، في علاقتهم بربّهم وبسائر النّاس، ولا سيّما في بلاد الاغتراب والهجرة الّتي قد تضغط ـ بشكلٍ وبآخر ـ على التزام الإنسان العقيدي والعملي.
وتعمل الدائرة على تنظيم عمل المبلّغين، ورفدهم بكلّ جديد على صعيد الفكر الإسلامي الذي مثّله السيّد فضل الله(رض) ، والّذي تُثبت الوقائع، يوماً بعد يوم، أنّه الفكر الأكثر كفاءةً في تقديم الإجابات والحلول لدى الإنسان المعاصر، والمسلم على وجه الخصوص.
كما أدرك السيّد(رض) منذ بدايات عمله أهميّة الإعلام في نشر الأفكار وحمايتها، في هذا العصر، ولا سيّما مع تطوّر وسائل الاتّصال؛ ولذلك أنشأ عدّة صروح علميّة، ووجّه الإسلاميّين إلى الاهتمام بهذا الميدان.
نسخ النص نُسِخ!
تفسير