الإمام الصادق(ع) يمثّل القمّة التي أطلّتْ على كل الواقع الإسلامي، فملأت آفاقه بالعلم والمعرفة في أكثر مواقع الحياة، بحيث إنّ مرحلته كانت هي المرحلة التي صنعت الرجال من العلماء والمفكّرين، والتي استهدى بهديها بعض أئمّة المذاهب، وإن اختلفوا معه في الرأي.
وكان الإمام(ع) صاحب مدرسة منفتحة على كلّ الناس، فحيثما حلّ، يملأ الساحة بالعلم والمعرفة، ويضمّ إليها كلّ مريدٍ للعلم. ينقل بعض رواة الحديث ـ وهو الحسن بن علي الوشّا الكوفي ـ وهو يشير إلى مسجد الكوفة: أدركتُ في هذا المسجد تسعمائة شيخ ـ وكلمة شيخ تعبّر عن الأستاذ الذي يعلّم الناس ـ كلٌّ يقول: "حدّثني جعفر بن محمد".
فكان في زمن إقامته في الكوفة، يملأ مسجده بالعلم والمعرفة، وكانت المساجد، حينها، مواقعَ للدراسة والتعلم، وكلمة "حدّثَني"، تعني أنه أخذ العلم منه، وقد أحصى بعض المؤرّخين الشخصيات التي روت الحديث عن الإمام الصّادق(ع) في مختلف جوانب العلم، وليس في جانب واحد، فبلغ عددهم أربعة آلاف أستاذ، وهم من مختلف التيارات والمذاهب الإسلامية.
المرجع السيّد فضل الله(رض)