عندما نتذكّر زين العابدين (ع)، فإننا نتذكر هذا الإمام العظيم الذي عاش في كربلاء مع أبيه الحسين (ع)، وكان في قمة الصبر أمام تلك الآلام، ثم انطلق ليقف في الكوفة موقفاً قوياً ضد ابن زياد، وليقف في الشام موقفاً قوياً ضد يزيد.
كان الإمام قوياً بالله وقوياً في مواجهة الظالمين، صحيح أنه أُسر من كربلاء إلى الشام، ولكنه كان قوياً في موقع الأسر، ولم يكن ضعيفاً، لم يضعفه الأسر، لأن قوته كانت من الله، مما يعيش في داخل ذاته من ذلك.
ثم انطلق الإمام زين العابدين (ع) في العالم الإسلامي ليجسّد كل الرسالة في كل نشاطه، فحرّكها في دعائه..ولذلك كانت أدعيته (ع) هي الأدعية الثقافية* التي إذا قرأتها شعرت بأنك تقرأ الإسلام في قيمه، وفي أخلاقه، وفي فلسفته، وتقرأ الإسلام في كل الواقع الذي يتحرك في العلاقات الإنسانية الاجتماعية...
كان الإمام زين العابدين (ع) يمثِّل النموذج الذي تجتمع فيه شخصية علي والحسن والحسين (ع) وكانت شخصيته تنفتح على جده رسول الله (ص) في كل أخلاقه وروحه وفي كل جهاده وكل القيم.
المرجع السيد فضل الله(رض)