من مشاكل المسلمين في الغرب: كيف نتعامل مع انحراف الأطفال ؟

من مشاكل المسلمين في الغرب: كيف نتعامل مع انحراف الأطفال ؟

 

 

استشارة..

 

نحن من عائلة ملتزمة دينياً، اضطررنا بسبب الظروف السياسيَّة في بلدنا إلى اللجوء إلى الغرب للعيش فيه، والحمد لله بقينا محافظين على ديننا، وربنيا أطفالنا على التربية الإسلاميَّة، إلى أن كانت الطامة الكبرى يوم جاءت ابنتي المحجَّبة الملتزمة والمراهقة (13 عاماً)، تقول إنها من المثليات وتؤمن بزواج المرأة من المرأة.

 

حينها، اسودَّت الدنيا في وجهي، وقد حاولنا أنا وأمها إزالة هذه الفكرة من عقلها ولكن من دون فائدة. فماذا نفعل؟ هل نرجع إلى بلدنا؟ أرجو إرشادي إلى الحل.

 

وجواب..

 

كان من الأولى مراقبة سلوك الفتاة في تفاصيل علاقاتها مع رفاقها في المدرسة قبل أن تتسلَّل إليها مفاهيم الانحراف، وخصوصاً في سن المراهقة، حيث تبرز لديها الحاجات الغريزية.

 

أما الآن وقد وقعت الواقعة، فمن الأفضل اعتماد الأسلوب العقلائي الهادئ الذي يثير الخوف من الله تعالى ومن المستقبل في حياتها الأسرية والاجتماعية. وعلى ضوء هذا ننصح بـ:

 

1ـ التفاهم معها في جلسات حميمية هادئة، سواء من الأب أو الأم، من خلال الحديث عن خطورة هذا الواقع على الصعيد الديني والأخلاقي، ونظرة الآخرين إليها، وبالتالي مستقبلها ووضعها في إطار بناء أسرة طبيعية.

 

2ـ العمل على قطع علاقاتها مع رفيقاتها بأي طريقة من الطرق، حتى لو أدى ذلك إلى تغيير المدرسة إلى مدرسة أخرى.

 

3ـ العمل على توجيه أخوات ملتزمات من سنها لبناء صداقات جديدة معها تبعد عنها أجواء الانحراف السابقة، وتكون بديلاً ينسيها واقعها القديم.

 

4ـ ملء أوقات فراغها بأنشطة مفيدة في أجواء نظيفة؛ رياضة، مسرح، رحلات، زيارات عائلية، قراءات نافعة.

 

5ـ إطلاعها على دراسات وبحوث وأمثلة وشواهد تعالج خطورة هذه العلاقات على صعيد الصحة والعلاقات والسمعة.

 

6ـ محاولة إثارة خوفها من غضب الله تعالى الذي يعلم السر وأخفى. أما إذا لم تجد هذه النصائح والإجراءات صدى، فمن الأفضل وقاية العائلة جميعاً بالانتقال إلى جو آخر في بلد آخر، لأن الخوف أيضاً هو من أن ينتقل هذا الانحراف إلى الأبناء الآخرين. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ }[التحريم : 6].

 

المجيب عن الاستشارة:

الدكتور محمَّد رضا فضل الله، خبير وباحث تربوي ومؤلف، رئيس الجامعة اللبنانية للآداب والعلوم

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير