20/12/2024

استلهامُ سيرة الزَّهراء (ع) لإعادة الاعتبار لموقع المرأة في الإسلام

استلهامُ سيرة الزَّهراء (ع) لإعادة الاعتبار لموقع المرأة في الإسلام

ألقى سماحة العلامة السيّد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين.

ومما جاء في خطبته الأولى:

 

قال الله سبحانه وتعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}. صدق الله العظيم.

 

ورد في سبب نزول هذه السّورة، أنَّ المشركين نعتوا رسول الله (ص) بالأبتر، وذلك بعد وفاة أولاده الذّكور؛ القاسم وعبد الله، ولم يبق عنده سوى الإناث. والأبتر تطلق على من لا أولاد ذكوراً له. وهدفهم من ذلك هو الانتقاص من شأن رسول الله (ص) ومكانته، فنزلت هذه السورة الكريمة لتشير إلى عدَّة أمور:

 

منطق جاهليّ مرفوض

 

الأوّل: رفض المنطق الجاهليّ الذي كان لا يرى للبنت أيّ دور وأيّ حضور أو كيان، بل كانت مصدر تشاؤم عند ولادتها، ووصل الأمر بالبعض إلى أن تدفن وهي حيّة، وهو الذي أشار إليه الله سبحانه وتعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}.

 

ومع الأسف، لا نزال نشهد مثل هذه الأفكار والمعتقدات الخاطئة في واقعنا، وإن بشكل أقل، بعدما أثبتت الفتاة دورها وحضورها في كلّ الميادين، حيث لا زلنا نرى من لا يخفي استياءه وانزعاجه وغضبه عندما تولد له فتاة، وينعكس بعد ذلك على رعايتها وتأمين شؤونها وحاجاتها وتعليمها، حتى إنّ التمييز بين الذّكر والأنثى ينعكس في مسألة الثَّواب والعقاب، فإن هي أخطأت حوسبت بشدة، وكان ذنبها لا يغفر، فيما نجد جرم الصبيّ يغفر.

 

نظرة القرآن إلى المرأة

 

وقد وصل الأمر بالبعض إلى أن يلتفّ على النصّ القرآني الصريح بحقّ البنات بالميراث، فيحرمهنّ من حقهن بالإرث، بأن يتم توزيع الإرث قبل الموت أو عبر وصيّة، وإن أعطيت، فهي تعطى الفتات، وإن كانت احتياجات الذكر المكلَّف بالنفقة أكثر، فهذا مما أخذه الإسلام بالاعتبار، عندما اعتبر أنَّ للذكر مثل حظِّ الأنثيين.

 

وقد يحتجّ البعض لتبرير ذلك التَّمييز بنصوص دينيّة لم تثبت سنداً ولا مضموناً، وهي تخالف القرآن الكريم والمنطق الإسلامي، كالحديث الّذي نسب إلى رسول الله (ص) في حديثه عن المرأة في تولّيها المناصب العامَّة: “ما أفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة”، وغيرها من الأحاديث التي ليست من روح الإسلام أو تعاليم القرآن في شيء.

 

فالإسلام نظر إلى المرأة كنظرته إلى الرجل، وأعطاها حقوقها كافّة في الإنسانية والتعليم والعمل والأجر، وهو ما أشارت إليه الآيات القرآنية، ومنها: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ}. فالحياة عند الله سبحانه محكومة بالتنوّع من ذكر وأنثى، والتقوى مقياس الأفضلية بين الذكور والإناث، كما بين كل الناس.

 

ولم يفرّق الخطاب القرآني، ومنذ بدء نزوله على رسول الله (ص) إلى آخر الآيات، بين الرّجل والمرأة في حديثه عن المسؤوليَّات والواجبات، وهذا ما عبَّر عنه رسول الله (ص) لتلك  المرأة التي جاءت إليه تسأله: هل نزل في النساء شيء من القرآن؟ فأشار إلى الآية: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}.

 

وأكثر من هذا، دعا إلى التّعاون والتكافل بين الرجل والمرأة في كلّ الشؤون: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ الله وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ الله إِنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.

 

وقد أشار الحديث الوارد عن رسول الله (ص)، إلى الأثر الإيجابي الناتج من تربية الفتاة ورعايتها، ففي الحديث: “من كانت له ابنة فأدّبها فأحسن تأديبها، وربّاها فأحسن تربيتها، وعلّمها فأحسن تعليمها، ولم يفضّل ولده الذّكر عليها، كانت له ستراً ووقايةً من النّار”.

 

علوّ شأن الزّهراء (ع)

 

الأمر الثاني الذي أرادت هذه السّورة أن تلفت إليه، هو الموقع الكبير الذي بلغته الزهراء (ع)، وتجلَّى ذلك عندما امتنّ بها الله عزّ وجلّ على نبيِّه، إلى جانب النّعم الأخرى التي أفاض بها عليها؛ من النبوّة والشفاعة وكثرة الأصحاب وعلوّ الشّأن، فقال: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}، في إشارة منه إلى الزهراء (ع)، ودعاه لذلك إلى أن يشكره على هذه النعمة بقوله: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}، ويقصد بالنَّحر البذل والعطاء.

 

فقد بلغت من الشَّأن والموقع عند الله سبحانه، أنّها ممن تحقَّقت فيها إرادته، بأن طهَّرها من الرِّجس، وعصمها من الذنوب والآثام، ونزلت فيها وفي أئمّة أهل البيت (ع) الآية: {إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}، ومن قال عنها رسول الله (ص): “فاطمة بضعة منّي، وهي نور عيني، وثمرة فؤادي، يسوؤني ما ساءها، ويسرّني ما سرَّها… فاطمة أعزّ النّاس عليّ”.

 

وقد بلغ من احترامه لها وتكريمها، أنّها كانت إذا دخلت عليه، قام لها من مجلسه وقبَّل رأسها وأجلسها في مجلسه، وعندما كان يذهب إلى سفر أو جهاد، كان بيتها آخر بيت يخرج منه، وعندما يعود، أوَّل بيت يفد إليه.

 

وهي قدَّمت في سيرتها أنموذجاً في بنوّتها، فقد كانت أمّاً لأبيها، كما قال عنها رسول الله (ص)، وكانت الزوجة النموذجيّة التي تشاركت مع عليّ (ع) في بناء بيت ملؤه المودّة والرّحمة والسّكينة، حتى قال عنها عليّ (ع): “كنت إذا نظرت إليها، انجلت عني الهموم والأحزان”.

 

وهي الأمّ التي أنبتت وربّت وأعدّت نماذج قدوة في الأخلاق والعبادة والصّبر والجهاد والشّهادة، فهي أمّ الحسن والحسين وزينب وأمّ كلثوم.

 

وهي عبدت الله حتى كانت من كثرة عبادتها تتورّم قدماها، وبلغت من العلم ما جعلها مقصداً لطالبي العلم من الرّجال والنّساء، وكانت عوناً للفقراء والمساكين والأيتام، بابها مفتوح لهم، لا تغادر البسمة وجهها حتى في أشدّ الظروف صعوبة، وهي قالت لابنها لما رآها تدعو لجيرانها، وتذكرهم بأسمائهم: “يا بنيّ، الجار ثم الدّار”.

 

وفيها وفي أهل بيتها نزلت الآية: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ الله لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُوراً}.

 

ولم يقف دورها عند ذلك، بل كانت حاضرة في ميادين الجهاد، تخرج مع أبيها وزوجها لتسند المجاهدين وتشدّ أزرهم، وتقوّي من عزيمتهم، وكانت صوتاً صارخاً بالحقّ والعدل عندما كانت ترى ظلماً وانحرافاً، وقدّمت بذلك أنموذجاً للمرأة المجاهدة الحاضرة في الشَّأن العام، وقد بلغت من الشَّرف أنَّ من ذرّيتها امتدت المسيرة المباركة لأئمَّة أهل البيت (ع)، والتي لن تتوقف إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

 

المرأةُ صانعةُ الأجيال

 

أيُّها الأحبّة: في ذكرى ولادة الصدّيقة الطَّاهرة السيّدة الزهراء (ع) التي ستمرّ علينا في العشرين من هذا الشَّهر، شهر جمادى الثانية، والذي هو بحقّ يوم للمرأة المسلمة، نحن أحوج ما نكون إلى إعادة الاعتبار إلى المرأة، وإظهار موقعها في الإسلام، وأهمية الدور الذي أسند إليها كصانعة للأجيال، حيث ورد في الحديث: “المرأة كالقرآن، كلاهما أوكل إليهما مهمة صنع الإنسان”، وإلى استلهام سيرتها لكونها التَّعبير الأمثل عنه، والذي أشار إليه رسول الله               (ص) عندما قال: “أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء العالمين”، والذي عبرت عنه في كل مواقفها، وفي حبّها لله ولرسوله (ص)، في عبادتها وعلمها وجهادها وعطائها ومواقفها، لتكون قدوة لبناتنا وزوجاتنا وأمّهاتنا، ولكلّ إنسان.

 

وبذلك يكون حبّنا للزّهراء حبّاً لله ولرسوله، حبّاً جهاديّاً ورساليّاً، وليس حبّاً عاطفيّاً فحسب، وبذلك تبقى الزّهراء حاضرةً في العقل والقلب والوجدان، وعلى مدى الزّمن.

 

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

 

الخطبة الثّانية

 

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما دعا إليه رسول الله (ص)، عند حديثه عن الأسلوب الذي ينبغي أن يتعامل به المجتمع المؤمن بعضه مع بعض، عندما تواجهه التحديات وتشتدّ به الأزمات

 

فقد قال: “مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ، تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمّى”.

 

فالمجتمع المؤمن في منطق رسول الله (ص)، هو الذي يسند بعضه بعضاً، ويقوّي بعضه بعضاً، ويشدّ بعضه أزر بعض، ويرحم بعضه بعضاً، بحيث إذا تألم أحدهم أو عانى أو احتاج، يتألّم الكلّ له، ويخفّفون عنه كربه وغمّه وبلاءه، ويسدّون حاجته، ولا يدعونه يواجه ما يواجهه وحده، وبدون ذلك، ينزع عنهم رسول الله (ص) صفة الإيمان وعنوان المجتمع المؤمن.

 

إنَّنا أحوج إلى الأخذ بهذا السّلوك الإيماني الّذي به نكون أقوى وأشدّ وأقدر على مواجهة التحديات.

 

تمادي العدوّ في خروقاته

 

والبداية مما لا زلنا نعانيه من العدوّ الصهيوني، حيث يستمرّ هذا العدوّ بخرقه لاتفاق وقف إطلاق النّار، عبر الطلعات الجويَّة بالطائرات المسيَّرة أو الحربية الّتي تجوب المناطق اللبنانية كافّة، أو التفجير للمباني السكنيَّة، والتي تجاوزت القرى التي احتلها العدوّ في خلال عدوانه، إلى قرى كان قد عجز عن الوصول إليها بفعل صمود المقاومين وتضحياتهم، كالَّذي جرى في الناقورة أو بني حيان، فيما لا يزال العدوّ يماطل في تنفيذ المرحلة الأولى من الانسحاب الكامل، والذي كان من المقرَّر أن يتمَّ في الخيام، ما يسمح للجيش اللبناني بالانتشار التامّ فيها وعودة الأهالي إليها.

 

يجري كل ذلك على مرأى ومسمع من اللجنة المكلَّفة بمراقبة وقف إطلاق النار، بل هناك تفجيرات للمنازل كانت تجري على مقربة من مكان اجتماعها في الناقورة، من دون أن تحرِّك ساكناً، أو تتَّخذ أيَّ إجراء يردع العدوّ عن التمادي في خروقاته، ما بات يلقي بظلال الشّكّ حول مدى جدّية هذا العدوّ بالتطبيق لقرار وقف إطلاق النار، ومدى جديّة الدول الراعية لهذا القرار بالقيام بمسؤوليّاتها في الضغط على هذا الكيان، وكأن المطلوب هو وقف إطلاق النار من جانب واحد، وهو الجانب اللبنانيّ.

 

إننا أمام ما يجري، نحمِّل المسؤولية للجهات الراعية للاتفاق، بأن تضغط على هذا الكيان للتطبيق الكامل لبنوده، وعدم تركه رهينة تفسيرات العدوّ، والذي لا يزال يعتبر أن الاتفاق يعطيه الحقّ في استهداف أيّ موقع يرى فيه تهديداً لكيانه، وفي أيّ وقت، وحتى بعد الستين يوماً من وقف إطلاق النَّار، فيما يحرص الجانب اللبناني على القيام بكلِّ واجباته في تنفيذ هذا القرار والالتزام به.

 

وهنا ندعو إلى موقف لبنانيّ موحَّد في مواجهة ما يقوم به العدوّ الصهيوني من مسّ بسيادة البلد من قبل كلّ الحريصين عليها، وعدم السكوت عن ذلك أو تبريره لصالح العدوّ، حتى يشعر بأنَّه لا يستهدف طائفة أو موقعاً سياسياً، بل هو يستهدف كل اللبنانيين، بكلّ طوائفهم ومذاهبهم ومواقعهم السياسية، وأن مسألة السيادة لديهم لا تتجزأ، وأنه ليس صحيحاً أن يتمّ التعامل معهم من موقع أنهم مهزومون وضعفاء.

 

آثار العدوان.. ومسؤوليّة الدّولة

 

في هذا الوقت، يستمرّ العمل على إزالة آثار العدوان، برفع الركام الهائل الذي يغطّي مساحات كبيرة في الضاحية والجنوب والبقاع، رغم النقص الكبير في القدرات البشرية والمادية، والتي لا بدَّ أن يتمَّ توفيرها للإسراع في ذلك، ما يسمح بعودة الأهالي والمؤسَّسات والمحال التجارية إلى العمل، فيما يعاني المواطنون الَّذين فقدوا بيوتهم أو تضرَّرت، من توفير أماكن سكن لهم، انتظاراً لإعادة إعمارها أو إصلاحها، أو لارتفاع بدلات الإيجار.

 

ومن المؤسف أن نجد من يستغلّ مدى الحاجة إلى الاستئجار لرفع البدلات بما لا طاقة للّناس على دفعها.

 

وهنا، لا بدّ من أن نقدِّر التقديمات التي بادرت الجهات التي تتولى مساعدة المتضررين إلى تقديمها، شعوراً منهم بواجب الوفاء لتضحيات هذا الشّعب، والتي ينبغي أن تواكَب من قبل الدولة المعنيَّة بمواطنيها، رغم وعينا للظّروف التي تعانيها وحجم المتطلّبات، ولكن هذا لا يعفيها من أن تتحرَّك باتجاه الدول الصديقة للبنان، والقادرة على مساعدته، سواء على صعيد التعويضات، أو للإسراع في الإعمار.

 

سوريا والتحدّيات الجديدة

 

ونصل إلى سوريا التي نأمل، وكما ذكرنا سابقاً، أن يعمَّ فيها الأمن والاستقرار الَّذي أخذته القيادة الجديدة على عاتقها، ولكن تبقى الخشية من الَّذين يدخلون على خطّ هذا البلد لإثارة الفتن الطائفية والمذهبية والقومية والعرقية والفوضى، وباعتماد سياسة الثأر وتصفية الحسابات بدلاً من حكم القانون، والخشية، كلّ الخشية، من العدوّ الصهيوني الذي يكشف كلَّ يوم عن أهدافه الخطيرة في العمل لانتزاع ما بقي من عناصر القوَّة فيه، لتحقيق ما يطمح إليه من أن تكون له اليد العليا في تقرير مصيره، وهو الأمر الَّذي نأمل مواجهته بكلّ السبل المتاحة التي تضمن لهذا البلد وحدته وقوَّته، ليكون قادراً على مواجهة الأخطار التي تحدق به، وأداء دوره الريادي على صعيد المنطقة والعالم.

 

تضحيات اليمن

 

ونبقى في اليمن، لنحيِّي الشَّعب اليمني على الدَّور الَّذي قام ويقوم به بمساندة الشَّعب الفلسطيني في مواجهة المجازر اليوميَّة التي يتعرَّض لها أهل غزَّة، الَّتي يندى لها جبين الإنسانيَّة، ويبذل لأجل ذلك التضحيات مما شهدناه أخيراً في العدوان الصهيوني عليه، والذي تسبَّب بسقوط العديد من الشهداء، والأضرار التي أصابت البنية التحتية لهذا البلد

 

ونحن على ثقة بأنَّ هذا العدوان لن يزيد الشعب اليمني إلا تصميماً على الاستمرار بمساندته لغزّة وقضايا الأمَّة ووقوفه مع المظلومين فيها.

 

أزمة النّازحين إلى العراق

 

وأخيراً، ندعو الدولة اللبنانية إلى القيام بدورها تجاه مواطنيها، لتأمين كلّ الظروف المادية وغير المادية التي تضمن الإسراع بعودة النازحين من العراق بسبب الحرب على وطنهم، بعد توقف الخطوط الجوية العراقية عن المجيء إلى لبنان.

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير