17/05/2024

محطَّاتٌ من الفيضِ الإنسانيِّ للإمامِ الرِّضا (ع)

محطَّاتٌ من الفيضِ الإنسانيِّ للإمامِ الرِّضا (ع)

ألقى سماحة العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين(ع) في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين..

 وجاء في الخطبة الاولى :

 

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ}. صدق الله العظيم.

 

سنكون في الحادي عشر من شهر ذي القعدة الحرام، على موعد مع ذكرى الولادة المباركة للإمام عليّ بن موسى الرّضا (ع). هذا الإمام هو واحد من السلسلة المباركة لأئمَّة أهل البيت (ع)، الَّذين حظوا بالكرامة من الله عزَّ وجلَّ، عندما أذهب عنهم الرِّجس وطهَّرهم تطهيراً، وجعلهم الأمناء على رسالة رسول الله (ص)، والحافظين لها من الزَّلل والانحراف.

 

وقد أشار إلى مكانة هذا الإمام (ع) في قلوب النَّاس، اللَّقب الَّذي اقترن باسمه، وهو الرِّضا، الأمر الَّذي يوضحُ ما بلغه من موقعٍ في قلوبِ النَّاسِ جميعاً؛ الَّذين التزموا إمامته، أو من لم يلتزم بها، وهو ما شهد به مَن عايشوه، مما عبَّر عنه إبراهيم بن العباس الصَّولي عندما قال: “ما رأيت ولا سمعت بأحدٍ أفضل من أبي الحسن الرّضا، وشاهدت منه ما لم أشاهده من أحد، ما رأيته جفا أحداً بكلامه قطّ، ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتَّى يفرغ منه، وما ردَّ أحداً عن حاجة يقدر عليها، دائم التبسّم، يبادل السيِّئة بالحسنة.. وكان قليل النَّوم باللَّيل، كثير القوم، لا يفوته صيام ثلاثة أيّام في الشّهر، ويقول: ذلك صوم الدَّهر.. وكان كثير المعروف والصّدقة في السرّ، وأكثر ذلك منه لا يكون إلَّا في اللَّيالي المظلمة”.

 

ونحن اليوم في هذه المناسبة المباركة، سنتوقَّف عند بعض مواقفه الَّتي أشارت إلى إنسانيَّته، والَّتي نحن أحوج ما نكون إلى الاغتناء بها واستلهامها في واقع باتت المصالح هي الَّتي تتحكَّم بالعلاقات بين النَّاس وبتصرّفاتهم وتعاملهم فيما بينهم.

 

تواضعُ الإمام (ع)

 

الموقف الأوَّل: حصل عندما دعا (ع) يوماً إلى مائدة، قد اكتملت أصنافها، وجلس إليها كلّ من كان معه من القادة والوزراء وكبار القوم، وكان ذلك في أوَّل تولّيه لولاية العهد، لكنَّ الإمام (ع) أصرَّ على عدم الجلوس حتّى يدعى إليها كلّ من كان هناك من عمَّال، وكلّ من يقوم بخدمته، حتى البوّاب والسَّائس للخيل، فقال له حينها أحد أصحابه الَّذي أمره بدعوة هؤلاء: “يا مولاي، لو دعوت لهؤلاء مائدة؟!”، فموقعك كإمام للمسلمين ووليّ للعهد، وموقع جلسائك من ذوي المقامات العالية، لا يتناسب مع الجلوس إلى المائدة نفسها مع هؤلاء، فلو وضعت لهؤلاء مائدةً خاصّةً بهم يجلسون إليها؟! فقال الإمام (ع): “مه، إنَّ الرَّبَّ تبارك وتعالى واحد، والأمّ واحدة، والأب واحد، والجزاء بالأعمال، والله يقول: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}“.

 

لقد أراد الإمام (ع) من خلال سلوكه هذا، أن يبيِّن المبدأ الَّذي يحكم التفاضل بين الناس، حيث لا ينبغي أن يكون بالموقع والجاه أو المال أو كثرة الأتباع، بل بالتقوى وفعل الخير، وبمقدار إخلاص الإنسان في العمل الَّذي يقوم به، كبيراً كان العمل أو صغيراً، وبالتَّواضع الذي ينبغي أن يكون عليه من يملكون المواقع العالية، وأن لا يروا أنفسهم فوق النَّاس، بل أن يروا انّ الموقع يزيد في مسؤوليَّتهم بين يدي الله عزَّ وجلَّ، وأن يزيدهم ذلك تواضعاً.

 

المغنمُ الحقيقيّ

 

الموقف الثَّاني: وهو ما حصل في يوم عرفة، حيث ورد أنَّ الإمام (ع) كان يبذل في ذلك اليوم، وهو في خراسان، كلّ ماله في سبيل الله وللفقراء والمساكين، ولا يبقى معه شيء، فقال له أحد أصحابه، وهو الفضل بن سهيل: “إنَّكَ لمغرم”، أي أنَّك في أثناء وجودك في خراسان، خسرت كلَّ شيء، ولم يبق معك مما تحتاجه. فقال له الإمام (ع): “بل هو المغنم، ﻻ تعدّنّ مغرماً ما ابتغيت به أجراً وكرماً”، فأنا لم أخسره، بل أودعته عند من يحفظه لي يوم حاجتي إليه، أي يوم القيامة {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً}.

 

الكريمُ المعطاء

 

الموقف الثَّالث: هو الَّذي أشار إليه أحد أصحابه، وهو اليسع بن حمزة، قال: “كنت في مجلس أبي الحسن الرّضا (ع)، وقد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن أمور دينهم، إذ دخل عليه رجل، فسلَّم عليه ثمَّ قال له: افتقدْتُ نفقتي، وما معي ما أبلغ به مرحلة، فإن رأيت أن تنهضني إلى بلدي، ولله عليَّ نعمة، فإذا بلغت بلدي، تصدَّقت بالَّذي توليني عنك، فلست موضع صدقة، فقال له: اجلس رحمك الله، وأقبل على النَّاس يحدِّثهم حتَّى تفرَّقوا”، ثم دخل إلى حجرته، وأتى بصرَّة فيها مبلغ من المال تزيد عمَّا يحتاج إليه الرَّجل، وأعطاه إيّاها من وراء الباب، ثمَّ قال له: “استعن بها في مؤونتك ونفقتك، وتبرَّك بها، ولا تتصدَّق بها عني، واخرج فلا أراك ولا تراني”، ثمَّ خرج.

 

هذا، وكما تذكر السِّيرة، استغرب أحد أصحاب الإمام (ع) الجالسين عنده أن يستر الإمام وجهه عن الرَّجل عندما أعطاه المال، فهذا قد يكون طبيعياً لو كان المال قليلاً، استحياءً من هذا الرَّجل، ولكنَّه أعطاه كثيراً، لذا قال له: جعلت فداك، لقد أجزلت ورحمت، فلماذا سترت وجهك عنه؟ فقال: “مخافة أن أرى ذلَّ السؤال في وجهه لقضائي حاجته”، لا أريد أن أراه ذليلاً لأني تصدَّقت عليه، “أما سمعْتَ حديثَ رسولِ الله (ص): المستتر بالحسنة تعدل سبعين حجَّة، والمذيع بالسيِّئة مخذول، والمستتر بها مغفور له؟!”.

 

هذا غيضٌ من فيض السّموّ الإنساني الَّذي بلغه الإمام (ع) في البذل والعطاء والحبّ للنَّاس والحرص على كرامتهم، ففي منطق الإمام (ع)، لا يمكن للإنسان أن يكون مؤمناً، حتى يفيض بالخير على الآخرين عطاءً وخيراً وإنسانيّة، بأن يكون كالشَّمس التي تشرق على الناس بالنّور، والمطر الّذي ينزل عليهم بالخير، والينبوع الَّذي يثمر خصباً حيثما يمرّ، وهذا ما عبَّرت عنه كلمته، عندما سألَ أحدَ أصحابِهِ: “مَنْ أحسنُ النَّاسِ معاشاً؟”، فقالَ له: يا مولاي، أنت أعلم به منّي، فقال (ع): “مَنْ حَسُنَ معاشُ غيرِهِ في معاشِهِ”. ثمَّ سأله (ع): “ومن أسوأ النَّاس معاشـاً؟”، قال: أنت أعلم، فقال (ع): “مَنْ لم يعشْ غيرُهُ في معاشِهِ”، ثمَّ قال (ع): “إنَّ شرَّ النَّاس مَنْ منع رفده، وأكل وحده”، هو من كان أنانياً لا يفكِّر إلَّا في نفسه، ولا يشعر بأنَّ عليه أن يسبغ بوجوده خيراً على الآخرين.

 

الاقتداءُ بنهجِه (ع)

 

لذلك، إحياؤنا لهذه الذكرى لا يتحقَّق إلَّا عندما نعيش كلَّ هذا الفيض الإنساني الَّذي عاشه الإمام الرّضا (ع)، والذي به بلغ القلوب والعقول.

 

لقد اعتدنا أن نحيي ذكريات أهل البيت (ع) بإقامة الاحتفالات والمآدب، وبزيارتهم، وإقامة الموالد في الأفراح، والمآتم عند الأحزان، ولا بأس بذلك، ففيه بركة، ولكنَّ هذا الإحياء لن يحقِّق هدفه إلَّا إذا آمنَّا بمنطق الإمام (ع)، فهو عندما سئل: وكيف نحيي أمركم؟ قال: “أن تتعلَّموا علومنا وتعلّموها النَّاس، فإنَّ النَّاس لو علموا محاسن كلامنا لاتَّبعونا”.

 

في هذه الذكرى، لنتوجَّه إليه، ونعاهده بأن نكون على صورته ومثاله في هذه الحياة، لنكون جديرين بانتمائنا إليه وولائنا له، سائلين الله أن نحظى بزيارته في الدّنيا، وبشفاعته في الآخرة، وذلك هو الفوز العظيم.

 

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

 

الخطبة الثَّانية

 

عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بما أوصى به الإمام الرِّضا (ع)، حين قال: “لا يستكملُ عبدٌ حقيقةَ الإيمانِ، حتّى تكونَ فيهِ خصالٌ ثلاث: التفقّهُ في الدِّين، وحسنُ التَّقديرِ في المعيشة، والصَّبرُ على الرَّزايا”.

 

لقد أراد الإمام (ع) من خلال وصيَّته هذه، أن يشير إلى عناصر ثلاث لا بدَّ أن تتوافر في شخصيَّة المؤمن، فدعاه أن يكون عارفاً بأمور دينه، واعياً لها، وأن يكون حسن التَّدبير لمعيشته، مقتصداً فيها، وأن يصبر على البلاء عندما تواجهه التحدّيات، لا يجزع ولا يتراجع عن مواقفه وإيمانه حين يواجهها.

 

إننا أحوج ما نكون إلى هذه الوصيَّة، لنستكمل إيماننا، ونكون بذلك أكثر قدرةً على مواجهة صعوبات الحياة وتحدّياتها الكثيرة.

 

صمودُ غزّةَ

 

والبداية من غزَّة الَّتي يستمرّ العدوّ الصهيوني بارتكاب مجازره فيها، واستهداف الحجر والبشر، رغبةً منه بالسَّيطرة عليها، وإن أمكنه تهجير أهلها ممن تبقَّى منهم، من دون أن يأخذ في الاعتبار تزايد الأصوات الَّتي تدعوه إلى إيقاف حربه المجنونة هذه، إن من داخل الكيان، والتي وصلت إلى قياداته الأمنيَّة، وحتى داخل مجلس حربه، أو من خارج الكيان من الدّول الداعمة له، أو الاحتجاجات الطلابيَّة والمسيرات الشعبيَّة الَّتي تجوب العالم.

 

وقد شهدنا ما حصل ويحصل في الجامعات الأميركيَّة والأوروبيَّة، وذلك بعد المجازر التي ارتكبها هذا العدوّن وحجم الدَّمار الذي خلَّفه وراءه، مما يندى لها جبين الإنسانيَّة، وبعد أن لم يستطع هذا الكيان أن يحقَّق أيّاً من أهدافه الَّتي أعلن عنها في بداية حربه، بل نرى مأزقه يزداد يوماً بعد يوم، والَّذي تشهد به الأعداد الكبيرة من المصابين من جنوده، وبفعل صمود الشعب الفلسطيني الَّذي يثبت في كلِّ يوم مدى صبره وثباته، رغم عمق الجراح والآلام والحصار الَّذي يتعرَّض له، والتصدي البطولي لمقاومة هذا الشَّعب الذي بات معها كلّ القطاع، بشماله ووسطه وجنوبه، ساحة لعمليَّاته، وحتى في الأماكن الَّتي سبق أن دخلها العدوّ واعتبر نفسه مسيطراً عليها.

 

إننا لن نهوِّن من قدرات هذا العدوّ، ومن الدعم الَّذي يحصل عليه من الدول الداعمة له، والتي تريد له أن يخرج من هذه المعركة منتصراً، وأن يستعيد قوَّة الرَّدع، ليبقى هو الأقوى في هذه المنطقة، ولكنَّنا نثق بأنَّ شعباً بهذه الإرادة وهذا الصّمود والاستعداد للتَّضحية، لا يمكن له إلا أن يحبط أهداف العدوّ ويسقطها.

 

إنَّنا أزاء هذا الصمود والتصدي البطولي، لا نملك إلَّا أن نحيّي الشَّعب الفلسطيني، ومعه كلّ الأصوات التي لا تزال ترفع صوتها بالإدانة لهذا العدوّ وتظهر جرائمه، وممن يقفون معه في الميدان، ويقدِّمون التضحيات في هذا السبيل، ولا يسمحون لهذا الكيان، ومن منطلقهم الإيماني والقومي والإنساني، أن يستفرد به ويحقِّق غاياته فيه.

 

قمَّةٌ بلا فعاليَّة

 

ووسط كلّ ذلك، اجتمعت جامعة الدول العربية في البحرين، والَّتي كان ينتظر منها الشعب الفلسطيني أن تتَّخذ مواقف عمليَّة داعمة للشعب، وأن يكون صوتها صارخاً في وجه هذا الكيان الصهيوني، وأن تكون بمستوى صموده البطولي والتضحيات التي يقدِّمها.

 

إنَّنا لم نكن ننتظر من هذه القمَّة أن تعلن حرباً على هذا العدوّ، ولكنَّنا كنَّا ننتظر منها موقفاً حاسماً تجاهه وتجاه داعميه، من خلال القدرات الَّتي تمتلكها، ووسائل الضَّغط القادرة عليها إن هي تعاونت وشدَّ بعضها أزر البعض، أو على الأقلّ، أن تسمح لشعوبها بالتَّعبير عن تضامنهم مع الشَّعب الفلسطيني ومدّ يد العون إليه.

 

إنَّ من المؤسف أن لا يخرج المؤتمر، وفي هذه المرحلة الَّتي تواجه فيها القضيَّة الفلسطينيَّة أصعب مراحلها، سوى ببيان إدانة لهذا الكيان، بل نجد هناك من يسعى إلى توسعة دائرة التَّطبيع معه، أو من يضع اللَّوم في كلِّ ما جرى على المقاومة، ما قد يشجِّع هذا الكيان على التَّمادي في حربه.

 

المقاومةُ تتحدَّى العدوَّ

 

ونصل إلى لبنان الَّذي تستمرُّ فيه المقاومة على خيارها في نصرة الشَّعب الفلسطينيّ، وحضورها الفاعل في مواجهة آلة العدوّ العسكريَّة، وفي مواجهة التَّدمير الممنهج الَّذي يمارسه هذا العدوّ على القرى الحدوديَّة، وهي قدَّمت، ولا تزال، التَّضحيات الجسام من قادتها الميدانيّين وكوادرها، وتقدِّم في كلِّ يوم درساً جديداً لهذا العدوّ الَّذي يمنِّي نفسه باجتياح جديد للبنان، بأنَّ لبنان لم يكن، ولن يكون لقمة سائغة لهذا الكيان، وأنَّ عليه أن يفكِّر ملياً قبل أن يقدم على ذلك.

 

إنَّنا أمام ما يجري، نجدِّد دعوتنا للّبنانيّين، بكلِّ طوائفهم ومذاهبهم ومواقعهم السياسيَّة، أن يروا في كلِّ ما يجري حمايةً لهذا الوطن من كيد العدوّ، الآن وفي المستقبل، وأنّ أيّ تصويب على المقاومة في هذه المرحلة، هو خدمة مجَّانية للعدوّ، ويساعده على تحقيق أهدافه في هذا البلد.

 

ملفُّ النَّازحين.. والأمن

 

وفي الوقت نفسه، نعيد التَّأكيد على ضرورة العمل بكلِّ جدّية لإيقاف النزيف السياسي والاقتصادي والأمني، بفعل عدم التّوصّل لملء الفراغات فيه، إن على صعيد رئاسة الجمهوريَّة، أو معالجة الملفَّات التي لن تعالج في ظلِّ عدم وجود دولة مكتملة الأركان، وعلى رأسها ملفّ النَّازحين السوريّين، ولمواجهة المرحلة القادمة عندما تنضج الحلول في المنطقة

 

وهنا ننوِّه بالموقف الجامع الَّذي حصل في المجلس النيابي إزاء قضيَّة النازحين السوريّين، لكن لن يكون لذلك أيّ مردود إيجابي إن لم يتمّ التَّوافق على القيام بمبادرات عمليَّة تجاه أصحاب القرار، سواء في سوريا أو الدّول المؤثّرة في الواقع السوري، والدَّاعمة لبقاء النازحين السوريّين.

 

وإلى الصعيد الأمني، حيث نقدِّر أهمية الإجراءات الأمنيَّة التي تقوم بها القوى الأمنيَّة، لكنَّ ذلك ين يتمَّ إلَّا بتعزيز الأمن الاجتماعي، حيث لا أمن للإنسان بلا أمن معيشي.

 

ذكرى النَّكبة و17 أيَّار

 

وفي هذا الأسبوع، التقينا في الخامس عشر من أيَّار بذكرى النَّكبة الَّتي حصلت في فلسطين، والَّتي تعيدنا الذَّاكرة بها إلى آلامها ومآسيها والأسباب الّتي أدَّت إليها.

 

وهنا ندعو إلى عدم الاكتفاء بالتحسّر على ما جرى، بل باستخدام كلّ عناصر القوّة والصّمود، لمنع العدوّ من أن يكرّر النّكبة في عصرنا الحالي.

 

وأخيراً، نلتقي بمناسبة أخرى، هي اتّفاق السَّابع عشر من أيَّار، هذا الاتفاق الَّذي كان يراد منه أن يرهن البلد، ولكنَّ سواعد المقاومين كتبت للبلد فجراً جديداً أسقط هذا الاتفاق، والَّتي كنت محطَّتها الأولى لإسقاطه من خلال الاعتصام الرَّافض له، والَّذي أقيم مسجد الإمام الرّضا (ع) في بئر العبد، بإمامة السيِّد فضل الله (رض).

 

 

 
اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير