اضاءات
27/03/2025

في وداع الشهر الكريم ​

في وداع الشهر الكريم  ​


 

كيف نطلب من ربِّنا في نهاية الشَّهر أن يغفر لنا السّيِّئات الَّتي قمنا بها ؟

نقرأ في دعاء وداع شهر رمضان للامام زين العابدين(ع) : "اللَّهُمَّ وَمَا أَلْمَمْنَا بِهِ فِي شَهْرِنَا هَذَا مِنْ لَمَمٍ أَوْ إثْمٍ - واللَّمم هو الذّنوب الصَّغيرة - أَوْ وَاقَعْنَا فِيهِ مِنْ ذَنْبِ، وَاكْتَسَبْنَا فِيهِ مِنْ خَطِيئَةٍ، عَلَى تَعَمُّدٍ مِنَّا – في حال العمد - أَوْ عَلى نِسْيانٍ ظَلَمْنا فِيهِ أَنْفُسَنا، وانْتَهَكْنَا بِهِ حُرْمَةً مِنْ غَيْرِنَا، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاسْتُرْنَا بِسِتْرِكَ - لا تفضحْنا على رؤوسِ الأشهاد - وَاعْفُ عَنَّا بِعَفْوِكَ - أعطنا العفوَ لما أسلفناه من الذّنوب - وَلاَ تَنْصِبْنَا فِيهِ لأعْيُنِ الشَّامِتِينَ - الَّذين يشمتون بنا لأنَّنا لم نحصل على رحمتك ومغفرتك وعفوك - وَلا تَبْسُطْ عَلَيْنَا فِيهِ أَلْسُنَ الطَّاغِينَ، وَاسْتَعْمِلْنَا بِمَا يَكُونُ حِطَّةً وَكَفَّارَةً لِمَا أَنْكَرْتَ مِنَّا فِيهِ، بِرَأْفَتِكَ الَّتِي لا تَنْفَدُ، وَفَضْلِكَ الَّذِي لا يَنْقُصُ.

 

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْبُرْ مُصِيبَتنَا بِشَهْرِنَا – لأنَّنا في مصابٍ بعد أن يذهبَ هذا الشَّهر عنا - وَبَارِكْ لنا فِي يَوْمِ عِيْدِنَا وَفِطْرِنَا، وَاجْعَلْهُ مِنْ خَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْنَا؛ أَجْلَبِهِ لِعَفْوٍ - العيد الَّذي يجلب لنا عفو الله - وَأَمْحَاهُ لِذَنْبٍ - العيدُ الَّذي نحصلُ فيه على محوِ ذنوبِنا - وَاغْفِرْ لَنا ما خَفِيَ مِنْ ذُنُوبِنَا وَمَا عَلَنَ.

 

اللَّهُمَّ اسلَخْنَا بِانْسِلاَخِ هَذَا الشَّهْرِ مِنْ خَطَايَانَا – كيف تسلخ جلد الذَّبيحة منها؟ إنَّنا نطلب من الله أن يسلخنا من الخطايا، عندما ينسلخ هذا الشَّهر ويذهب - وَأَخْرِجْنَا بُخُرُوجِهِ مِنْ سَيِّئاتِنَا، وَاجْعَلْنَا مِنْ أَسْعَدِ أَهْلِهِ بِهِ".

 

إنَّ هذا بعض ما تحدَّث به الإمام زين العابدين (ع). ويختم كلامه بالدّعاء للجميع، هذه الرّوح الإنسانيَّة الّتي تفكِّر في النّاس كما تفكّر في نفسها: "اللَّهُمَّ تَجَاوَزْ عَنْ آبائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَأَهْلِ دِيْنِنَا جَمِيعاً، مَنْ سَلَفَ مِنْهُمْ وَمَنْ غَبَرَ، إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"

 

المرجع السيد فضل الله

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير