إنَّ العيد قد يشكِّل محطَّةً سلبيَّةً، من خلال العودة إلى ما اعتادوه من أجواء قبل شهر الصّيام، فإذا كانوا يقومون ببعض الأمور الَّتي تخالف الشّرع، والّتي يحجمون عن فعلها خلال هذا الشّهر، فإنهم يرجعون إليها، ويعودون إلى سيرتهم الأولى، ويغرقون في المعاصي من جديد، وكأنّ شهر رمضان هو مساحة معزولة من الزّمن، يقومون فيها ببعض العبادات، ثم يتوقّفون عن ذلك مع نهاية الشَّهر، فهؤلاء يكونون قد خرجوا خاسرين من هذا الموسم، لأنهم يكونون من الّذين ليس لهم من صيامهم إلا الجوع والعطش.
أمّا الفائزون فعلاً، فهم الّذين يستطيعون أن يجعلوا من شهر رمضان زاداً روحيّاً طوال السنة، ويجعلوا منه فرصةً لتغيير أنفسهم، والتقرّب من الله أكثر، والتخلّق بأخلاق المؤمنين، والقيام بما يحبّه الله ويرضاه على المستوى الروحيّ وعلى المستوى الاجتماعيّ، بحيث لا يقتصر الأثر الإيجابي للعبادة في دائرة ذواتهم، بل يتعدَّاه إلى المجتمع من حولهم، عندما يقومون بدورهم في مساعدة الآخرين، وخصوصاً من يحتاجون إلى المساعدة، مثل الفئات الفقيرة والمحرومة في المجتمع، الّذين أوصى الله تعالى برعايتهم والإحسان إليهم
المرجع السيد فضل الله(رض)