،من المتعارف في كتب الدعاء أنّهم يضعون عنوان "ليالي القدر"، ولكن ليس هناك ليالي القدر، بل هي ليلة واحدة، وإنّما يسمّونها ليالي، لأنَّه ورد أنّها قد تكون ليلة التّاسع عشر، أو ليلة الواحد والعشرين، أو ليلة الثّالث والعشرين،
فهي ليلة واحدة، ولكنَّ الله أخفاها حتَّى يهتمَّ النَّاس بها، ولأنّه يستحبّ للإنسان أن يحيي اللَّيالي العشر الأواخر من شهر رمضان بالعبادة.
وطبعاً، نحن نعرف أنَّ الخلاف الَّذي حدث في أوَّل الشَّهر، جعل بعض الإخوان يرون أنَّ ليلة القدر في هذه اللَّيلة، والبعض يراها في ليلة أخرى، وكلّه أمر جيّد، فسواء كانت ليلة القدر على هذا الرأي أو على ذاك الرأي، فنحن ماذا نفعل في ليلة القدر؟ نحن ندعو الله، نقرأ القرآن، نقرأ دعاء الجوشن وغيره من الأدعية، نفعل الأمور ذاتها، فلماذا نتعصّب؟
والله تعالى إنمّا أكرمنا بليلة القدر حتَّى نبتعد عن العصبيَّة، وليس أن يتعصَّب كلٌّ منّا لرأيه. وإن شاء الله، الكلّ معذورون في رجوع كلّ منهم إلى مرجعه، والمجتهد إن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر، فينبغي الابتعاد عن هذه العقليَّة المتخلّفة غير الإيمانيَّة في قصَّة العصبيَّة في المرجعيَّة، والعصبيَّة الحزبيَّة والقبليَّة، لأنَّ العصبيَّة في النَّار.
المرجع السيد فضل الله(رض)