إنَّ ولادة امير المؤمنين علي(عليه السلام) في البيت الحرام تعني أنَّ عليّاً (عليه السلام) يأخذ من الكعبة رمزها، فهو الكعبة في العقل يتَّجه النّاس إليه ليأخذوا من عقله عقلاً لهم، وهو الكعبة في الرّوح، فإنَّ النّاس ينطلقون إلى روحانيَّته في كلِّ علاقته بربّه، ليأخذوا من روحانيّته روحانيَّةً يعيشون فيها مع الله، وهو الكعبة في الجهاد يتطلَّع المجاهدون إليه فيستقبلون حياته ليروا أنَّ هذا الإنسان العظيم كان إنسان الجهاد في الكلمة والمال والسَّيف والعلم، فقد كان مجاهداً في سبيل الله بكلّ طاقاته، لأنّه أعطى كلّ ما عنده لله تعالى.
إنّنا عندما نستقبل ذكرى أمير المؤمنين(عليه السلام)، فإنّنا نستقبله فيها من أجل أن نتعلَّم منه ونكبر به ونهتدي به، ومن أجل أن تكون ولايتنا له ـ وهو وليّ الله ـ ولاية فكر ومحبَّة وعمل في خطّه، لأنه أراد لنا أن نعمل معه وأن نجاهد معه، وأن نكون المنفتحين على الله معه.
إنّنا عندما ندرس حياته، فإنَّ حياته بدأت في الكعبة كما ذكرنا، ثم انطلقت مع رسول الله(صلى الله عليه وسلم وآله)، فكانت نشأته على يديه، وكانت تربيته من خلاله في كلّ ما انطلق فيه، *فهو صنع رسول الله (صلى الله عليه وسلم وآله) عقلاً وروحاً وخُلُقاً وخطّاً ومنهجاً في الحياة.
المرجع السيد فضل الله(رض)