اضاءات
31/12/2024

رأس السنة وحساباتُ الرِّبحِ والخسارة

 رأس السنة وحساباتُ الرِّبحِ والخسارة


من إيحاءات رأس السَّنة، عندما يبدأ الإنسان رأس سنته، وعندما يطوي سنة ويستقبل سنة، فإنَّ عليه أن يشغل نفسه في رأس السَّنة وفيما بعدها، بالتَّفكير في السنة الماضية كيف كانت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}[الحشر: 18]، ماذا قدَّمت لغدِك؟ ما هو رصيدُك عندَ الله، ما هي حسناتُكَ في تلك السَّنة، وما هي سيِّئاتك في تلك السَّنة، لتستزيدَ من الحسناتِ إذا أحصيْتَ حسناتِك، ولتستغفرَ الله من السيِّئاتِ عندما تحصي سيِّئاتِك،

أن تكون في رأس السَّنة أكثر وعيا ًمن أيِّ يوم آخر، لأنَّك عندما تقفُ في أوَّلِ سنتِك، فإنَّ عليك أن تحسبَ حساباتِك جيِّداً.

إنَّ النَّاسَ يحسبون حسابات المال؛ كم خسروا من المال، وكم ربحوا من المال، وكيف يواجهون رصيدهم من خلال الخسارة والرِّبح، ولكن: {ما عِندَكُم يَنفَدُ وَما عِندَ اللَّهِ باقٍ}[النّحل: 96]، {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}[الكهف: 46].

علينا، أيُّها الأحبَّة، أن نحسبَ حساب الرّبح والخسارة في أعمالنا وأقوالنا وعلاقاتنا ومواقفنا، عندما نؤيِّد هنا ونرفض هناك، حتَّى نشهدَ الله على أنفسنا أنَّنا أخلصنا له، وعندما نواجه بعض سيِّئاتنا، فإنَّنا نستغفره.

العلّامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله(رض)

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير