أيها الأحبة هذا الشّهر هو شهر الموسم، حيث يجب علينا التّجارة فيه مع الله. فهل فينا من يرغب بالخسارة في تجارته؟ فلماذا لا نعمل على أن ننجو من عذابٍ أليم، ونسير في خطّ طاعة الله، فالدّنيا تسيرُ بنا وتحدونا إلى قبرٍ ليس فيه أحدٌ ممّن نجاملهم في معصية الله، فـ { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) } [الرحمن].
فإذا كان الله وجهتنا، ونحن سائرون إليه، فعلينا ألاّ تغلبنا النّفس، أو ننساق مع من يعصي الله من الظّلَمة والمجرمين، فهل وعَيْنا نداء الرّسول العظيم: { قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) }[الأنعام]، ومن نحنُ أمام هذا النّداء الّذي تتجلّى فيه عظمة معرفة الرّسول لله وطاعته له؟!