استشارة
أنا شاب متديِّن، وسلوكي مع أهلي ومحيطي بغاية الأخلاق والتّقدير، ومع ذلك، أنا ضعيف جدّاً أمام شهوتي، فبين الحين والآخر، أستجيب لشهواتي، وأشعر بعدها بالذّنب وتأنيب شديد للضّمير. فبماذا تنصحونني؟!
وجواب
إن الضعف أمام الشهوة مما قد يُبتلى به كثيرون، وليس من غنى لمواجهة ذلك، سوى تقوية الإرادة والصّبر، وعدم الانجرار وراء فورة الشّهوة. وهنا، لا بدّ من التنبُّه وذكر الله تعالى، والتفكُّر في أوامره ونواهيه، في اللّحظة التي يرى فيها المرء نفسه مقبلاً على الشّهوة بلا تدبُّر.
لذا على الشّباب الابتعاد عن أماكن الفتنة والإثارة، وعدم البقاء في الفراغ والوحدة، بل الانشغال بأمور أخرى نافعة، واستحضار ذكر الله على الدّوام عندما تفاجئهم الشّهوة، والدّعاء الدّائم إليه بالثبات على العفّة والمساعدة في طلب الحلال.
ومن الأمور التي يمكن القيام بها، مطالعة الكتب النّافعة، وممارسة الهوايات الرياضيّة، والإقبال على الصّوم المستحبّ، وعمل الخير، وعدم الإنصات لصوت الشّيطان وتسويله وتزيينه للشّهوة.
حافظ على نفسك ودينك وخُلُقِكَ، وكُن صاحب عزيمة وإرادة وتحدّ للشهوة، وستعتاد على هذه المواجهة، وستعرف من نفسك مدى الغنى والعزّة في تعفُّفك وجهادك لنفسك، وخصوصاً أنّنا في مجتمع تكثير فيه أشكال الإثارات والإغراءات الّتي لا مهرب من مواجهة تأثيراتها إلّا بالإرادة والصّبر والإيمان.