27/12/2024

الاستعدادُ للقاءِ الله بتحمُّلِ مسؤوليَّة العمر

الاستعدادُ للقاءِ الله بتحمُّلِ مسؤوليَّة العمر

قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ}. صدق الله العظيم.

 

نعمةٌ.. ومسؤوليّة

 

دعا الله سبحانه وتعالى في هذه الآية المؤمنين إلى أن يتّقوه، وأن يستعدّوا لليوم الذي سيقفون بين يديه، حين سيسألهم الله عزَّ وجلَّ فيما سيسألهم عنه، عن فرصة العمر التي منحهم إيَّاها؛ ما الذي فعلوه فيها؟ وهل أدّوا المسؤوليات التي ألقاها على عاتقهم، والواجبات التي دعاهم إلى القيام بها، أم ضيّعوا هذا العمر وأهدروه فيما لا فائدة منه، أو فيما نهاهم عنهم؟ وهذا ما أشار إليه الحديث: “لَا تَزولُ قدما عَبْدٍ حَتَّى يُسْأَلُ عَنْ أَرْبَعَةٍ: عَنْ جَسَدِهِ فِيْما أَبْلَاهُ، وَعُمْرِهِ فيما أَفْنَاهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ، وَفِيْمَا أَنْفَقَهُ”، فالله سبحانه وتعالى لم يشأ للمؤمنين أن يضيِّعوا فرصة العمر هذه، والتي حثَّتهم الأحاديث على استغلال دقائقه وساعاته وأيامه ولياليه قبل نفاده.

 

ففي الحديث: “إنَّ العمْرَ محْدودٌ، لنْ يتجاوَزَ أحدٌ مَا قُدِّرَ لَهُ، فَبَادِروا قَبْلَ نَفَادِ الأَجَلِ”.

 

 وفي الحديث: “إنَّ اللَّيلَ والنَّهارَ يَعملانِ فيكَ فاعملَ فيهما، ويأخذانِ منْكَ فخذْ منَهما”.

 

مصيرُ مَنْ يُضيّعُ عمرَه

 

وقد جاء التَّحذير في القرآن الكريم من المصير الذي يواجهه من ضيَّع عمره: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ}[فاطر: 37]. وفي الحديث: “احذرُوا ضياعَ الأعْمَارِ في مَا لا يبقَى لكمْ، ففائِتُها لَا يعودُ”.

 

ومن هنا، كان دعاء الإمام زين العابدين (ع) في السحر: “وَانْقُلْني إلى دَرَجَةِ الَّتوْبَةِ إلَيْكَ، وَأَعِنّي بِالْبُكاءِ عَلى نَفْسي، فَقَدْ أَفْنَيْتُ بِالتَّسْويفِ وَالآمالِ عُمْري، وَقَدْ نَزَلْتُ مَنْزِلَةَ الآيِسينَ مِنْ خَيْري، فَمَنْ يَكُونُ أَسْوَأ حالاً مِنّي إِنْ أَنَا نُقِلْتُ عَلى مِثْلِ حالي إِلى قَبْري، لَمْ أُمَهِّدْهُ لِرَقْدَتي، وَلَمْ أَفْرُشْهُ بِالْعَمَلِ الصّالِحِ لِضَجْعَتي”.

 

وقد عبَّر الإمام عليّ (ع) عن حال الإنسان، وبماذا سيفكِّر عندما تأتيه سكرات الموت، ويجد عمره على وشك النَّفاد، بقوله: “ثُمَّ ازدادَ المَوتُ فيهِم وُلوجاً، فحِيلَ بينَ أحَدِهِم وبينَ مَنطِقِهِ، وَإنّهُ لَبَيْنَ أهلِهِ يَنظُرُ ببَصَرِهِ، ويَسمَعُ بِأُذُنهِ، على صِحَّةٍ مِن عَقلِهِ وبَقاءٍ من لُبِّهِ، يُفَكِّرُ فيمَا أفنى عُمرَهُ، وفيمَا أذهَبَ دَهرَه!“، حيث يتحسَّر على عمر لم يستفد منه لهذا الوقت وما بعده.

 

كيفيّةُ الاستفادةِ من العمر

 

أمّا الطريق الذي لا بدَّ من سلوكه لتحقيق هدف العمر والإعذار إلى الله سبحانه فيه، فقد أشار إليه الحديث: “إنَّ عمرَكَ مهْرُ سَعَادَتِكَ؛ إنْ أنفدْتَهُ في طاعَةِ رَبِّكَ”. “احفظْ عمرَكً منَ التَّضييعِ لهُ في غيْرِ العِبَادَةِ والطَّاعَاتِ”. فما دمت ستخسر عمرك على كلِّ حال، فاحرص على أن تحوِّله إلى رصيدٍ لك عند ربِّك، وإلى عملٍ تلمسه في دنياك.

 

وقد أشارت سورة العصر إلى ما ينبغي للإنسان أن يملأ به عمره، فقالت: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}. فقد بيّنت أنَّ الإنسان خاسر دائماً، لأنه في كلّ يوم يفقد جزءاً من رصيده وعمره، لكنّه لن يكون خاسراً إن استغلّ عمره في الإيمان والعمل الصّالح، وكان عنصرَ خير للآخرين، ولم يترك غيره في ضلال وعلى غير هدى، وراح يوصيهم بالحقّ والصّبر.

 

لكنَّ هذا لا يعني أنَّ الإسلام يُنكر على الإنسان حقّه في أن يرتاح في عمره، فهذا ضروريّ، ولكنّ الرّاحة في منطق الإسلام لا بدَّ أن تكون لحساب مسؤوليّاته تجاه الله وتجاه النّاس، وليس على حسابها، وهذا ما أشار إليه الحديث: “للمؤمنِ ثلاثُ ساعاتٍ: ساعةٌ يناجي فيها ربَّهُ، وساعةٌ يرمُّ فيها معاشَهُ، وساعةٌ يخلِّي بينَ نفسِهِ وبينَ لذَّتِها في غيرِ محرَّمٍ، فإنَّها عَوْنٌ على تينكَ السَّاعتَيْن”.

 

أيُّها الأحبَّة، إنَّنا نستطيع أن نصنع الكثير لأنفسنا وللحياة من حولنا، عندما نحسن الاستفادة من هذه النّعمة الكبيرة؛ نعمة العمر الّتي منحها الله عزَّ وجلّ لعباده، فالدّقيقة الّتي تمرّ، والتي قد لا نبالي بمرورها، ونستهتر بأهميَّتها، نستطيع أن نبلغ بها الكثير إن أحسنَّا الاستفادة منها، ففي الدَّقيقة، نستطيع أن نصل رحماً عبر الهاتف، وأن نتكلَّم بكلمةٍ تفتح قلوب الآخرين على الخير وعلى المعروف، أن نقدِّم نصيحةً إلى من يحتاجها، أن ندخل السّرور على قلوبٍ من حولنا ببسمةٍ أو تعبيرٍ صادق… بسماع شكوى أو قضاء حاجة، أو التنفيس عن كرب مكروب أو همّ مهموم، أو لإسناد قضيَّة حقّ أو عدل، أو نصرة مظلوم، أو الوقوف في وجه ظالم، وخصوصاً في هذه الظروف الصَّعبة التي نمرّ بها

 

إنّنا بدقيقةٍ نعتبرها لا شيء في حساباتنا، نستطيع أن نكون من الذَّاكرين الشَّاكرين الحامدين لله عزَّ وجلَّ، وبدقيقةٍ، يمكننا أن نشارك الله وملائكته في الصَّلاة على محمَّد وآل محمّد. وفي العمر الكثير من الدَّقائق التي يمكننا الاستفادة منها، وسنتحسَّر عليها عندما نقف بين يدي الله تعالى.

 

الاستعانةُ بمحاسبةِ النّفس

 

أيّها الأحبّة، لقد أصبح تقطيع الوقت جزءاً من قاموسنا، بحيث بات الوقت يمرّ من دون أن نحسب له حساباً، أو أن نشعر بأننا بذلك ارتكبنا ذنباً أو خطـأ إن نحن ضيَّعناه أو فرَّطنا فيه ولم نستفد منه. ومن هنا، نحن مدعوّون إلى متابعةٍ دائمةٍ ودقيقةٍ لحركة هذا العمر، بأن لا نغفل عن كيفيّة صرفه والاستفادة منه، ولا تحت أيّ حجّة، أو أن نجعل مَنْ حولنا يملون علينا كيفيّة ملء أوقاتنا. والمحاسبة هي خير معينٍ على ذلك، وقد ورد في الحديث: “ليس منَّا من لم يحاسبْ نفسَهُ في كلِّ يوم، فإنْ عملَ خيراً استزادَ الله منْهُ وحَمَدَ اللهَ عليْهِ، وإنَ عملَ شرّاً استغفرَ اللهَ منْهُ وتابَ إليه”.

 

التّخطيطُ للزَّمنِ القادم

 

أيّها الأحبّة، بهذه الرّوح، روح المسؤوليَّة تجاه العمر والزّمن الّذي نعيش، روح المحاسبة للماضي والتَّخطيط للمستقبل، نريد أن نطلّ على بداية سنةٍ جديدة.

 

وهو ما عبَّر عنه رسول الله (ص) بنفسه، فقد كان يحاسب نفسه مع بداية كلّ سنة، فيصلّي ركعتين ثم يدعو: “أَللّـهُمَّ ما عَمِلْتُ في هذِهِ السَّنَةِ مِنْ عَمَلٍ نَهَيْتَني عَنْهُ وَلَمْ تَرْضَهُ، وَنَسيتَهُ وَلَمْ تَنْسَهُ، وَدَعَوْتَني إِلَى التَّوْبَةِ بَعْدَ اجْتِرائي عَلَيْكَ، اَللّـهُمَّ فَإِنّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْهُ فَاغْفِر لي، وَما عَمِلْتُ مِنْ عَمَل يُقَرِّبُني إِلَيْكَ فَاقْبَلْهُ مِنّي، وَلا تَقْطَعْ رَجائي مِنْكَ يا كَريمُ”.

 

بعدها يتوجّه إلى الله ليعينه على تجاوز العقبات التي تقف أمامه في قادم أيّامه، وعلى القيام بمسؤوليّاته، فكان (ص) يقول: “اللّهمَّ وهذه سنةٌ جديدةٌ، فأسألُكَ فيها العصمةَ منَ الشَّيطانِ، والقوَّةَ على هذه النّفسِ الأمَّارةِ بالسّوءِ، والاشتغالَ بما يقرّبُني إليْكَ، يا كريمُ”.

 

اللَّهمَّ اجعلْ مستقبلَ أمري خيراً منْ ماضيه، وخيرَ أعمالي خواتيمَها، وخيرَ أيَّامي يومَ ألقاكَ يا أرحم الرَّاحمين”…

 

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

 

الخطبة الثَّانية

 

عباد الله، أوصيكم بوصيّة رسول الله (ص) لأحد أصحابه، حين جاء إليه قائلاً له: يا رسول الله أوصني، قال (ص): “لا تغضب”، وردَّدها مراراً: “لا تغضب”.

 

إنَّنا أحوج ما نكون إلى هذه الوصيَّة التي تدعونا ألا نتحرَّك من وحي انفعال أو توتّر، بل بعقل بارد يتدبَّر النتائج والعواقب، وببصيرة، وبوحي إيماننا وما يدعونا إليه، لنتَّقي بذلك ما يؤدّي إليه الغضب على صعيدي الدنيا والآخرة، مما أشار إليه الحديث: “الغَضَبُ مِفْتَاحُ كُلِّ شَرّ”، ولنحصل على ما وعد الله الكاظمين الغيظ، ففي الحديث: “مَنْ كَفَّ غَضَبهُ عَنِ النَّاسِ، كفَّ اللهُ عنْهُ عَذَابَ يوْمِ القِيَامَةِ”، وبذلك نكون أكثر وعياً ومسؤوليَّة وقدرة على مواجهة التحديات.

 

تصعيدُ العدوِّ في لبنان

 

والبداية من العدوان الإسرائيلي، حيث يستمرّ العدوّ الصهيونيّ بخرقه لاتّفاق وقف إطلاق النار، عبر تفجير ما تبقَّى من مبان في القرى التي احتلَّها، والتمدّد إلى قرى لم يكن قد وصلها في خلال عدوانه، والَّذي شهدناه بالأمس في القنطرة ووادي الحجير، وقبل ذلك في الناقورة، أو في الغارات التي طالت، وللمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار، عمق البقاع، أو الطلعات الجوية لمسيَّراته التي تصل إلى بيروت وضاحيتها، فيما تستمرّ مماطلته بالانسحاب المقرَّر أن يحصل خلال الستين يوماً، والذي لم يستكمل المرحلة الأولى منه، ما يشير إلى عدم جديَّة العدوّ بتطبيق بنود الاتفاق، وقد بات إعلامه يتحدَّث أنَّ ذلك قد لا يقف عند حدود الستين يوماً، والَّذي قد يريد منه فرض شروط أمنية وعسكرية وسياسية جديدة على اللّبنانيين، رأى أنه يمكن تحقيقها في ضوء ما حدث من تطورات إقليميَّة، في الوقت الَّذي يلتزم الجانب اللبناني ببنود هذا الاتفاق، رغم الاستفزاز الذي يتعرَّض له، تاركاً للّجنة المشرفة القيام بالدَّور المطلوب منها.

 

يجري كل ذلك في ظلّ استمرار التباطؤ في عمل هذه اللّجنة، وصمت العالم عن التنديد بما يقوم به. إننا أمام ما يجري، نحمّل المسؤوليَّة لكل الجهات الراعية للاتفاق التي عليها أن تسارع إلى القيام بالدَّور المنوط بها، حيث لا يمكن لهذا الواقع أن يستمرَّ أو أن يقبل به.

 

وهنا ننوِّه بالموقف الرسمي الذي تجلَّى بالزيارة التي قام بها رئيس الحكومة بصحبة قائد الجيش إلى المنطقة الحدوديَّة، كتأكيدٍ لسيادة لبنان عليها في وجه تهديدات العدوّ الرامية إلى استمرار سيطرته عليها بشكل أو بآخر، وتحذيره من مغبّة خروقات العدوّ التي قد تؤدّي إلى انهيار الاتفاق.

 

إنَّنا أمام هذا الواقع، نجدِّد دعوتنا لكلّ الأطراف والكيانات السياسية والمواقع الدينية في لبنان، إلى الوقوف صفاً واحداً في مواجهة ما يجري من إصرار العدوّ على المسّ بسيادة لبنان واستقلاله، والعمل لمنعه من أن يستفيد من الانقسام الدَّاخلي لحساب ترسيخ احتلاله أو هيمنته، واعتبار ذلك مسؤوليَّة وطنيَّة لا تخصّ طائفة أو مذهباً أو فريقاً سياسياً.

 

إنَّ اللبنانيين بحاجة أكثر من أيّ وقت مضى إلى أن يجمّدوا خلافاتهم وحساسياتهم وسجالاتهم، لمواجهة المخاطر الَّتي تعصف بهم في الداخل، وعلى الصعيد الاقتصادي والمعيشي والأمني، وما يجري على حدودهم الجنوبية والشرقية، وما يعصف بالمنطقة، حيث يعمل على بناء خرائط جديدة تُرسَم من خلالها معالم شرق أوسط جديد يكون للكيان الصّهيوني اليد الطولى فيه، حيث لا يمكن أن يواجه كلّ ذلك بالترهّل الذي نشهده، وبدولة منقوصة.

 

ومن هنا، فإننا نطالب كلَّ المعنيين بالإسراع لتأمين كلّ السبل التي تؤمِّن انتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من كانون الثاني المقبل، وإن كنَّا نخشى أن لا يحصل ذلك في ظلّ عدم الجديَّة في العمل للوصول إلى التوافق السياسي الَّذي يبقى هو الكفيل لتأمين حصول هذا الاستحقاق.

 

مسؤوليّةُ التّعويضِ وبدء الإعمار

 

وفي هذا الوقت، ندعو إلى بذل جهود إضافيَّة من الدولة لاستكمال رفع الركام الهائل الذي لا يزال يلفّ الضاحية الجنوبيّة والجنوب والبقاع، ولتقديم المساعدات التي تضمن تأمين الإيواء للَّذين فقدوا بيوتهم، وما يعين أصحاب المحلات التجارية والمؤسَّسات على متابعة عملهم والقيام بشؤون مؤسَّساتهم، وإلى تكثيف الاتصالات للبدء بعمليَّة الإعمار التي نخشى أن تطول في ظلّ عدم توافر الإمكانات لدى الدولة أو أية جهة من الجهات، والتي نخشى من استخدامها كورقة ضغط إضافيَّة على لبنان.

 

العدوُّ يتهرَّبُ من الاتّفاق

 

ونصل إلى غزَّة، حيث يستمرّ العدوّ بمجازره، وتهديمه للبيوت، وإحراقه للخيم التي تأوي اللاجئين، بهدف إرغامهم على مغادرة أماكن سكنهم وإيوائهم، سعياً منه للإطباق عليها وتيئيسهم من البقاء فيها، فيما يستمرّ العدوّ بالتهرب من الموافقة على أيّ اتفاق لوقف لإطلاق النار، حتى لو عرّض ما تبقَّى من رهائنه للخطر. وهنا نحيّي هذا الصمود الكبير للشَّعب الفلسطيني وصبره ومقاومته، والذي يتعزَّز في الضفَّة الغربية، رغم الجراح والآلام التي تتعرَّض لها… فيما نأمل في هذا المجال الإسراع في تحصين الوحدة الفلسطينية الداخلية في مواجهة كلّ محاولات العدوّ لتكريس الانقسام الداخلي، ودفع السلطة الفلسطينية للاشتباك مع شعبها وفصائل المقاومة تحت الضغط والتهديد.

 

العدوانُ على اليمن

 

ونقف عند اليمن الذي يتعرض لعدوان بات يستهدف مقدّرات هذا البلد وبنيته التحتية، بسبب استمرار مؤازرته لقضيَّة فلسطين وشعبها، وإيقاف المجزرة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني.

 

إننا نؤكّد تضامننا مع الشعب اليمني في هذه المواجهة، فيما ندعو الدول العربية والإسلامية إلى أن تقف مع هذا البلد العربي والإسلامي منعاً للاستفراد به والنيل منه، وهو الذي أثبت أنّه يشكل سنداً للقضايا العربيَّة والإسلاميَّة وللمظلومين في العالم، ويقدم التضحيات في سبيل ذلك.

 

تهنئةٌ بميلادِ المسيح

 

وأخيراً، ونحن في أجواء الميلاد، نتوجَّه بالتهنئة إلى المسلمين والمسيحيّين بالولادة المباركة للسيِّد المسيح (ع)، والتي نريدها أن تكون محطّة لعمل مشترك يهدف إلى تعزيز القيم الأخلاقية والإنسانية، وبثّ روح المحبَّة والرحمة في النفوس، والتي بها تبنى المجتمعات والأوطان والأمم، فيما نأمل أن تحمل إلينا السنة الجديدة تباشير الخير والأمن والأمان لهذا البلد وللعالم.

اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير