رئيس المؤسسة العلَّامة فضل الله استقبل الأمينَ العام للجماعة الإسلاميَّة

رئيس المؤسسة العلَّامة فضل الله استقبل الأمينَ العام للجماعة الإسلاميَّة

استقبل سماحةُ العلَّامة السيِّد علي فضل الله الأمينَ العام للجماعة الإسلاميَّة في لبنان، الشيخ محمَّد الطقوش، يرافقه المسؤول الإعلامي الدكتور وائل نجم، وجرى التداول في آخر التطورات على الساحتين المحلية والإقليمية، والعديد من القضايا الإسلامية الراهنة وسبل تعزيز الوحدة والرؤية.

في البداية، شكر الشيخ الطقوس سماحته على هذا اللّقاء، متحدّثاً عن التاريخ الطويل الَّذي يربط الجماعة بهذا الخطّ الَّذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويستند إلى الفكر الصَّلب والحواري المنفتح، مشيراً إلى أنّ الأمَّة بحاجة إلى هذا المنهج في الطرح لمواجهة التحديات التي تتعرَّض لها.

ودعا إلى ضرورة تقريب المسافات من خلال التعاون والتنسيق على المستوى التربوي والثقافي والفكري، وتحويله إلى برامج عملية واقعية قادرة على أن تشكِّل سدّاً منيعاً في وجه كلِّ المحاولات التي تعمل لنشر التفرقة بين مكوِّنات الوطن والأمَّة وتسعى لشرذمة واقعها، معتبراً أن الأمور ما زالت معقَّدة في هذا البلد لجهة إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وذلك في ظلّ تعثّر المبادرات الحوارية المحلية والفرنسية، مشيداً بالشعب الفلسطيني ومقاومته الَّذي يقدِّم التضحيات من أجل تحرير أرضه ومقدَّساته.

من جهته، رحَّب العلَّامة فضل الله بالوفد، مشيراً إلى العلاقة التاريخية والمتينة مع الجماعة، والقائمة على القواعد الإسلامية الداعية إلى الانفتاح والوحدة والعدالة، مشيداً بالخطوات الوحدويَّة التي يقوم بها سماحة الشيخ الطقوش على أكثر من صعيد، داعياً إلى ضرورة تأصيل مفاهيم الوحدة الإسلاميَّة، وإزالة كل عناصر التوتر والغلو والتطرف والعقبات التي تقف في طريقها، بدلاً من أن يسعى كل مذهب ليسجِّل النقاط على المذهب الآخر، ولا سيّما ما نشهده على مواقع التواصل من حوارات غير علمية تزيد من الانقسامات والعصبيات والتوترات.

وتطرَّق سماحته إلى الهجوم العنيف الذي تتعرّض له الأمّة، والذي يستهدف ضرب قيمها وأخلاقها ومفاهيمها ومقدَّساتها وتهديمها، من خلال الترويج لثقافات وأفكار غريبة ومنحرفة تحاول أن تتسلَّل للعمل على اختراق أسرنا وعائلاتنا، والعبث بعقول أطفالنا، والإساءة إلى ثوابتنا الدينية والإيمانية والروحية، تحت عناوين الحرية وغير ذلك، مشفوعة بحملات إعلامية مدروسة…

  ودعا سماحته إلى ضرورة إطلاق الصوت عالياً، وعدم السكوت عن هذه المحاولات، مشدّداً على أهميّة تشكيل جبهة قيم عريضة لمواجهة هذه الهجمة الَّتي تسيء إلى الإنسان في كينونته وكرامته وتساميه، وعدم الاكتفاء بردّ الفعل، حفاظاً على هذه القيم، وعدم تلويث بيئتنا الفكرية والثقافية بهذه السموم.

واعتبر أنّ لبنان يمرّ بمرحلة صعبة ومعقَّدة، ويتعرَّض لضغوط كثيرة من أجل تقديم التنازلات على حساب الوطن واستقلاله، معتبراً أن الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من أزماته، بعدما أكدت الوقائع التاريخية والحاضر أنَّ لبنان لا يبنى إلَّا بجميع طوائفه ومكوّناته.

وختم كلامه مشيداً بحيوية الشعب الفلسطيني ومقاومته، معتبراً أنّ فلسطين هي القضيَّة المركزيَّة للأمّة، وهي المدخل لوحدة الأمَّة وتحريرها، والتي يجب أن تتمحور الجهود لدعمها، وذلك لمواجهة غطرسة العدوّ الصهيوني الطامع ليس للهيمنة على فلسطين فحسب، بل على المنطقة العربية والإسلامية بكلّ أقطارها ومكوّناتها وتنوّعاتها.
اقرأ المزيد
نسخ النص نُسِخ!
تفسير